/ الفَائِدَةُ : (106) /
29/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / ما يُدْرِكه الْعَقَل من عَالَمِ التَّكوين ويقطع به وَحْيٌ تكويني / إِنَّ كُلَّ ما حَكَمَ به الْعَقَل بنحو الجزم واليقين في دائرة البديهيَّات والمُحْكَمَات الْعَقَلِيَّة ـ والَّتي لا تقف عند حدٍّ ؛ لكونها تتطوَّر وتَتَّسِع وتتكثَّر بتطوُّر الْعَقَل البشري عبر آلاف السِّنِيْن ـ وَأَدْرَكه من عَالَمِ التَّكوين فهو عبارة عن وَحْيٍ تكوينيٍّ إلَهِيّ فِطْرِيٍّ ، وليس هو وَحْي نُبوَّة ، ولا وَحْي علم وإِلهام لدنِّيٍّ ، بل وَحْي عَالَم التَّكوين ، وهو يتَّسع لجملة المخلوقات ، لكنَّ الإِستفادة منه لا تتمُّ إِلَّا بحسب مُكْنَة وقدرة وسَعَة تعقُّل المخلوق . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : بيان قوله جَلَّ جَلَالُهُ : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} (1) . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لقمان: 27